المعارضة تنظم أكبر حشد أمام الرئاسي والبشير مستعد للحوار

أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان، “استعداده التام” لفتح حوار على مختلف الأصعدة والمستويات مع الشباب بالقرى والأحياء والمؤسسات والطوائف والجماعات، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.

وأشار حزب المؤتمر الوطني، إلى مواصلة الحوار مع مختلف الأحزاب الوطنية دون استثناء، من أجل الوصول إلى حل يضمن استدامة السلام والاستقرار.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية، أن “المؤتمر الوطني”، أكد في اجتماع للقطاع السياسي للحزب، برئاسة عبد الرحمن الخضر، حرصه على “تسريع وتيرة السلام” مع الحركات المسلحة، وتحريك الملف داخليا وخارجيا.

وذكرت أن الاجتماع استعرض الوضع السياسي الراهن و”التداعيات التى تشهدها الساحة وارتباطها ببعض المعضلات الاقتصادية” التى تمثلت فى شح الوقود والخبز والسيولة النقدية.

وشدد مقرر القطاع السياسي بالحزب، أحمد كرمنو، عقب الاجتماع على ضرورة المضى قدما في معالجة “الترهل الحكومي” وغيرها من المشكلات التي نجمت عنها الأزمة الاقتصادية.

وأشار، حسب المصدر ذاته، إلى أن القطاع السياسي ولجانه المختلفة ستظل فى حالة انعقاد مع الأحزاب السياسية المختلفة، والتواصل مع الشارع السياسي لقيادة الحوار الذي يمكن أن يعيد الأمور إلى نصابها.

ودعا تجمع المهنيين و3 تحالفات معارضة بالسودان، إلى انطلاق مسيرات ومواكب جماهيرية في عدد من المدن بينها الخرطوم صوب القصر الرئاسي، اليوم الخميس، في ما سمي “مواكب الزحف الأكبر”.

جاء ذلك في بيان مشترك لتجمع المهنيين (يضم أساتذة جامعيين وأطباء ومهندسين ومعلمين) و3 تحالفات معارضة هي “نداء السودان” و”الإجماع الوطني” و”التجمع الاتحادي المعارض”.

وأوضح البيان أن الموكبين الأساسيين ينطلقان من مدينتي الخرطوم وأم درمان غربي العاصمة، إلى القصر الرئاسي وسط الخرطوم.

وأضاف أن هناك مواكب (مسيرات) فرعية تتحرك من أحياء بري شرقي الخرطوم، وأحياء “شمبات والمزاد والحلفايا”، ومنطقة الكدرو بمدينة بحري شمالي الخرطوم باتجاه القصر الرئاسي.

وأشار التجمع إلى أن مدينة مدني مركز ولاية الجزيرة (وسط) ستنطلق فيها عدد من المواكب صوب برلمان الولاية. كما أن 12 قرية بالولاية تتحرك المسيرات فيها نحو الشارع الرئيس الرابط بين العاصمة ووسط البلاد، وفق البيان. وأضاف أن مدينة القضارف (شرق) ستتحرك فيها المسيرة نحو برلمان الولاية.

وفي وقت سابق، قال الجيش السوداني إنه “لن يفرط” في قيادة البلاد أو يسلمها إلى من وصفهم بـ “شذاذ الآفاق”، على خلفية الاحتجاجات الشعبية المتواصلة.

وسبق أن نظم تجمع المهنيين 5 مواكب وسط الخرطوم منذ اندلاع الاحتجاجات الشهر الماضي، بهدف تسليم مذكرة إلى القصر الرئاسي تطالب بتنحي الرئيس عمر البشير الذي يتولى السلطة منذ عام 1989.لكن قوات الأمن فرقت المحتجين بقنابل الغاز المسيل للدموع، ومنعتهم من تسليم المذكرة.

ومنذ 19 ديسمبر  الماضي، تشهد البلاد احتجاجات منددة بالغلاء ومطالبة بتنحي البشير، صاحبتها أعمال عنف أسفرت عن سقوط 30 قتيلا وفق آخر إحصاء حكومي، فيما تقول منظمة العفو الدولية إن عدد القتلى 40، ويقدر ناشطون وأحزاب معارضة العدد بـ 50 قتيلا.

وسبق أن أقر البشير عبر تصريحات متفرقة بالتزامن مع موجة الاحتجاجات الحالية بوجود مشاكل اقتصادية يعانيها السودان، لكنها ليست بالحجم الذي تضخمه وسائل الإعلام “في مسعى منها لاستنساخ ربيع عربي في السودان”، بحسب قوله.

واتهم أيضا من سماهم “مندسين ومخربين” من حركات مسلحة متمردة بقتل المحتجين.