وجه المستشار محمد سليمان الرئيس بمحكمة سوهاج الابتدائية سابقا رسالة الي والده المستشار أحمد سليمان وزير العدل المصري الأسبق المحتجز حاليا في قسم مصر الجديدة بعد قيام السلطات المصرية بالقبض عليه من منزله بمحافظة المنيا “جنوب مصر ” لاتهامه بالانتماء الي تنظيم غير قانوني ونشر أخبار كاذبة بحسب الاتهام الرسمي.

وقال سليمان في رساله الي والده سلام الله عليك يا والدي مقدار ما أحببتنا سلام الله عليك يا والدي مقدار ما رحمتنا .. سلام الله عليك يا والدي مقدار ما سترتنا سلام الله عليك يا والدي مقدار ما رحمتنا سلام الله عليك يا يا والدي مقدار ما سترتنا.. سلام الله عليك يا والدي مقدار ما أسستنا ..

وتابع سليمان موجها حديثه لوالده الموقوف حاليا سلام الله عليك يا والدي مقدار ما أحببناك سلام الله عليك يا والدي مقدار ما إفتقدنــــــــــــاك سلام الله عليك أيها الأب الرهيب المهيب ذو الهيبة العطوف الحنون صاحب البسمة الهادئة ذات ألأسارير المنفرجة والغضبة الهادرة في الحق .. ..

وعاد المستشار الأبن لمخاطبة إبيه قائلا : هكذا عهدناك على العهد دائما و لو تخلى الجميع فستبقى وحدك صادق بوطنيتك . وفي بمبادئك. همك الوطن وأبناء الوطن جميعا دون استثناء هكذا أنت .هكذا ربيتنا وهكذا سنبقى لنهجك أوفياء كبرنا لنفهم مدى محبتك لنا و مدى تضحياتك من أجلنا .

ووجه حديثه لوزير العدل الأسبق الذي انهي لتوه فحصا لجهازي اللاب توب والتليفون المحمول بنيابة أمن الدولة العليا كبرنا لنكون أنت في غيابك..نتكِيء على ما تبقى من أنفسنا صامدين..لا نسمح بإستضعافنا و لا نحيد عما ربيتناكبرنا بمحنة واحدة..لنعرف أن ادراك الامور بالفقد أكبرُ أثراً و أكثرُ ألماً من ادراكها بالتَعلم .. ألست من ربيتنا على أن للإنسان رسالة و قضية لا بد أن ينشغل به.

واستدرك القاضي السابق مخاطبا والده : ألست من ربيتنا أن المسلم أرقى من أن تكون حياته تنحصر بين أكله و شربه و نومه و زواجه و إنجابه بلا هدف راق يسعى إليه و قضية حق ينتصر لها ..ألست من ربيتنا على الجهر بالحق في وجه كل فاسد ظالم جائر ..

وواصل سليمان مخاطبة والده الموقوف والذي يعد من أبرز رموز استقلال القضاء في مصر : ألست من زرعت فينا خلق القاضي و عزته و كرامته و إبائه حتى بعد أن أخرجونا من قريتهم الظالمة ألست من زرعت فينا أن القاضي لا يخاف من ذي سلطان و إن خاف فلا يصلح أن يكون قاضيا ألست من علمتنا أنها المحنة و ستولد من رحمها المنحة. .. ..

وذكر سليمان الأبن والده الذي صدر بحقه قرار من نيابة من الدولة العليا بحبسه 15يوما قائلا : ألست من قال لك غير واحد أنك تربي أبنائك تربية الصحابة في زمن ليس زمانكم .. ألست من كنت تحلم بيوم تحرير الأقصى من دنس الصهاينة… ها هي المحنة قد أطلت و جاء اليوم الذي يتنكر لك فيه زملاؤك و تلاميذك و من تعلموا على يديك و من أشرفت على تدريبهم … جاء اليوم الذي ينتزع فيه تلاميذك هاتفك ليفتشوا فيه جاء اليوم الذي يأمر فيه تلميذك بحبسك في غياهب السجن .

وبدا نجل وزير العدل الأسبق متبرما من موقف من اسماهم تلامذة والده الموقوف منه بعد القبض عليه .. باعوك ليشتروا السلطة و السلطان .. باعوك و اشتروا المنصب و المكاتب المكيفة و السيارات المصفحة و الحراسات المدججة .. باعوك و باعوا آخرتهم … بينما إشتريت أنت جنة كعرض السماوات و الأرض .. حبسوك لأنك أوجعت ضمائر أراد أصحابها أن تبقى ميتة عفنة كما الجيفة

ومضي سليمان الابن بحسب رسالته لوالده قائلا : جاءت المحنة لتتحول إلى منحة يولد فيها فجر مشرق ليوم آت نصلي فيه معا في مسرى محمد صلى الله عليه و سلم سأظل أنتظرُ عودتكَ المشرقة…لتُكمل شيئاً ناقصاً بنفوسنا..لا يكتملُ الا بكْ .. منك تعلمنا كيف نغرس كلمة الحق بيضاء في زمن لا يثبت على ألوانه. …

وخلص في نهاية رسالته لوالده وزير العدل الأسبق قائلا : لن أوصيك بثبات أنت من علمتنا إياه و لكني أقول لك يكفيك أن الله بقوته معنا …. الله كافينا … الله ناصرنا …. الله غايتنا … كل من عرفك يفخر بك حتى أحفادك … أطفال يفخرون في مدارسهم و يقولون أن جدنا بطل ربما لن تصلك رسالتي لكني حقا أقبّل التراب الذي يلعق بنعالك .. سلام عليك يا والدي.

من د. أنور الخضري

مدير مركز الجزيرة للدراسات العربية بصنعاء - اليمن