العقوبات وصادرات إيران إلى العراق الأمة| كشف مسئول إيراني أن العراق مثل أكبر المستوردين لصادرات بلاده، خلال الأشهر السبعة الماضية من العام الحالي. في حين من الصعب الاستمرارا في هذا النهج مع إعادة تطبيق العقوبات الأمريكية على طهران.

ويشار إلى أنه رغم حصول العراق على إعفاء من العقوبات الأمريكية بعد مفاوضات مع ممثلين للبيت الأبيض، إلا أنه “مؤقت” وقالت مصادر أنه مقابل التزامات، وأن بغداد أمامها 45 يومًا حتى تجد حلا لدفع ثمن استيراد الكهرباء من إيران.

وقال مساعد رئيس منظمة تنمية التجارة الايرانية، محمد رضا مودودي، أن العراق كان الوجهة الأولى لصادرات السلع الايرانية، والتي شهدت في غضون الأشهر السبعة الماضية زيادة قدرها 55 بالمائة وبلغت قيمتها 5 مليارات و700 مليون دولار. وفقا لتقارير عراقية.

وأضاف “مودودي”: بالرغم من القيود المفروضة، فإن الصادرات إلى الصين زادت بنسبة 11% من ناحية القيمة، واحتلت المركز الثاني لصادرات السلع الايرانية.

ولفت مساعد رئيس منظمة تنمية التجارة الى أن الصادرات غير النفطية بلغت خلال الأشهر السبعة الماضية 27 ملياراً و200 مليون دولار، مما يشير الى زيادة قدرها 13 بالمائة من ناحية القيمة.

وأوضح رئيس منظمة تنمية التجارة الايرانية أن قيمة صادرات المكثفات الغازية والمنتجات البتروكيماوية بلغت نحو 11 مليار دولار، وأن قيمة صادرات القطاع الصناعي بلغت 12 ملياراً و400 مليون دولار، مما يدل على إزدهار الإنتاج في البلاد.

وأضاف: إن صادرات السجاد انخفضت بمقدار 14% بسبب توقف تصديرها الى أميركا، إلا أن القطاع الزراعي حقق نمواً بنسبة 22 بالمائة وبلغت صادرات المحاصيل الزراعية ملياري دولار. 

تجارة بالمليارات

وقبل إعادة تفعيل العقوبات الأمريكة على إيران، كان يبلغ حجم التبادل التجاري بين طهران وبغداد 13 مليار دولار سنوياً، يتضمن نحو 6 مليارات و200 مليون دولار صادرات سلع غير نفطية إيرانية إلى العراق. 

وكان رئيس منظمة تنمية التجارة الإيرانية، مجتبىي خسروتاج قال في تصريحات صحفية في فبراير/ شباط الماضي إن “إيران تتحكم بالتجارة الخارجية العراقية بنسبة 16%”، مؤكدا أن “العراق واحداً من أهم أسواق الصادرات الإيرانية”. وأوضح أن “بلاده تمكنت خلال السنوات الثلاث الماضية من السيطرة على نسبة 19 % من التجارة الخارجية العراقية بالنسبة للمواد الغذائية”.

هذا وتسعى بغداد للحصول على موافقة الإدارة الأمريكية على اتفاق مع طهران على تبادل الغذاء مقابل الغاز وفقًا لتصريحات مصدر عراقي لوكالة رويترز.

يذكر أن العراق كان بمثابة الملاذ لإيران خلال فترة تطبيق العقوبات الإقتصادية عليها في العقد الأخير قبل رفعها في 2015 بعد توقيع الاتفاق النووي، إذ كانت تتم أغلب عمليات التصدير والاستيراد عبره، وبجانب التطلعات الإقتصادية لإيران في العراق،  تسيطر طهران بشكل كبير على العملية السياسية في العراق، وتنشر مليشات مسلحة تابعة لها في أغلب انحاء البلاد.

تبعية سياسية

وتعاقبت على العراق منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، حكومات وأحزاب اتسمت جميعها بالتبعية السياسية لإيران.

يأتي ذلك في حين فشلت محاولات الولايات المتحدة التي قادت عملية غزو العراق، في إحتواء أطراف العملية السيساسية في العراق رغم كل الإغراءات والتي كان آخرها استثناء العراق من حظر السفر الأمريكي المطبق على كافة الدول العربية والإسلامية، رغم حالة الفلتان الأمني التي يشهدها العراق.

مسئول إيراني يكشف نسبة تحكم بلاده في تجارة العراق الخارجية

من د. كمال إبراهيم علاونة

أستاذ العلوم السياسية والإعلام - فلسطين