خالد الطبلاوي

 

عَبرنَا الحُدودَ وَأروَاحُنا
هُناك َوأَبدَاننُا هَا هُنا

فخَلفَ المعابرِ غَابَ الَحبيبُ
وغَابتْ عن الَعينِ أوَطَاننُا َ

سَعينا إلى لمّ شَملٍ قريب ٍ
فَذاقَ العنَا والَردَي شَمْلنُا

وَما عَادَ بِالقلِب إلا خيالٌ
لِبيتٍ وأهلٍ وأغَلَى المُـنى

فبيتي وزادي وعِشقي بلادي
مَحَـتها حروبٌ ونارٌ ودمْ

ولم يبق إلا خطايا الحدودِ
وعار المعابرِ بين الأُممْ
==
ولما دخلنا جحيمَ الحدودْ
أحاط بنا كالذئابِ الجنودْ

عبرنا إلى الذلِّ والذلُ موتٌ
وذقنا اللجوءَ بأرضِ الجدودْ

تركنا الأَحِبـّةَ والدارَ قهرًا
وجئنا ضيوفـًا فقالوا عبيدْ

سلامٌ على أُمّـتي حين كانت
تضمُ القريبَ وترعَى البعيدْ
==
أَمَا في الشرايينِ نفسُ الدِّماءْ ؟
وبالدمِ صُـنَّا عهودَ الولاءْ ؟

وحبلٌ من اللهِ كُـنّا عليهِ
كحباتِ عُـقـدٍ فريدِ الضياءْ

وضادٌ وتاريخُ مجدٍ تليدٍ
تجاوز بالنصرِ نحو السماءْ

فماذا جرى بين ظفرٍ ولحمٍ
وأين الإخاءُ وأين الوفاء؟