كان من أبرز ما طرحته الثورة الإيرانية بقيادة “الخميني” من شعارات هي تلك الأوصاف التي وصفت بها الولايات المتحدة الأمريكية والتي اعتبرتها الشيطان الأكبر، والاتحاد السوفيتي الذي اعتبرته الشيطان الأصغر، ما كان سببا رئيسا في أن تستقطب هذه الثورة مشاعر وتأييد الملايين من المقهورين والمضطهدين في أنحاء متفرقة من العالم مظنة أن تلك الثورة خطوة على طريق التحرر من الإمبريالية الأمريكية من ناحية، والسوفيتية من ناحية أخرى.

غير أنه وبُعيد سنوات قليلة على استتباب الأمر لهذه الثورة وملاليها حتى تبين أن هذه الثورة التي رأت في هاتين القوتين العالميتين “الأمريكية والسوفيتية” وفي سلوكهما السياسي ما يجعل منهما شيطانين، لم تعدُ هي الأخرى أن تكون أميرة لمملكة الشياطين – إن جاز التعبير – فإذا كانت أوصاف الشيطنة بحق أمريكا والاتحاد السوفيتي ارتبطت بمحاولات كل منهما فرض الهيمنة والسيطرة على الشعوب وممارسة الاستبداد عبر دعم السلطات الغاشمة وارتكاب الكثير من الانتهاكات والمذابح وترسيخ حالة من الاستقطاب والنزاع الدولي، فإن إيران استطاعت -وخلال سنوات أقل بكثير مما استغرقته هاتان القوتان الشيطانيتان-منافستهما بجدارة، فنتيجةً للسياسات الإيرانية تحولت المنطقة العربية والإسلامية برمّتها إلى فوهة بركان مشتعل لا يهدأ أبدا بل يزداد اشتعالا يوما بعد آخر لتكون إيران بذلك قد ارتكبت أضعاف أضعاف ما ارتكبته واشنطن وموسكو مجتمعتين ولتكون خسائر الأمة جراء ذلك أضعاف أضعاف ما منيت به من الأمريكيين والسوفيت.

ولعل نظرة سريعة في التاريخ والواقع تشير وبوضوح إلى أن حجم ما تعرضت له شعوب المنطقة العربية والإسلامية منذ نهايات القرن التاسع عشر الميلادي وطيلة القرن العشرين حيث كان الاحتلال الأوروبي التقليدي ومن بعده الأمريكيون والسوفيت لا يقارن بحجم ما تتعرض له هذه الشعوب الآن جراء ما تفعله دولة الثورة الإيرانية التي بدا أنها تسعى بالفعل إلى تقسيم المقسّم وتجزئة المجزأ فتكون اتفاقية “سايكس بيكو” التي بموجبها رسمت الحدود السياسية الحالية وضعا مثاليا ليت هذه الشعوب استطاعت أن تحميه وتحمي بقاءه في مقابل المخططات الإيرانية التي تكشّف للجميع أنها تستهدف تقطيع أواصر هذه الكيانات المقسمة بحكم “سايكس بيكو” فيما تصبح كذلك التحديات التي واجهت الأمة في مواجهة قوى الاستعمار الغربي ترفا مقارنة بذلك الذي عانته على يد الإيرانيين الذين تسببوا في سقوط مئات الآلاف إن لم يكن بلا أدنى مبالغة الملايين كضحايا لصراعات ونزاعات تسببت فيها طهران وعملاؤها في البلدان العربية والإسلامية.

لقد كان تطلع الكثير من شباب الحركة الإسلامية في بلدان المنطقة إلى أن تكون الثورة الإيرانية فاتحة وبشرى نصر منتظر، فها هي الثورة التي تدثرت باسم الإسلام تمكنت من تحقيق النصر واستتب لها الأمر ومن ثم فإنها أضحت نموذجا يحتذى، بل ويقدم للآخرين، لكن الجميع -إلا من قلة لا زالت على استغفالها- أدرك أن الحلم تحول إلى كابوس فبدلا من أن تصدّر إيران ما كان يظن الشباب أنه قيم الشورى والعدل والحرية صدّرت التوتر والقلاقل والعنف والطائفية لتكون كل البلدان المحيطة بإيران بؤر صراعات وصلت إلى حد الدموية.

خلفية علاقة إيران وداعش

يتصور الكثيرون أن الربط بين إيران وما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لا يتسق مع واقع إيران ولا مع واقع التنظيم أيضا وهو تصور يعذر فيه أصحابه الذين يستقون معلوماتهم ويعتمدون في قراءتهم للأوضاع على ما تبثه وسائل الإعلام و”السوشيال ميديا” التي تتناول الكثير من الأحداث بشكل سطحي وظاهري دون لفت الانتباه إلى ما وراء تلك الأحداث.

ويستند أصحاب هذا التصور إلى الأسباب والظروف التي دفعت إلى نشأة تنظيم “داعش” والتي من أبرزها أنه جاء كردة فعل على العنف الطائفي الذي مورس بحق السنة في العراق من قبل الميلشيات الشيعية المدعومة من قبل إيران فضلا عن استئثار الشيعة بالسلطة بغضّ النظر عن مشاركة بعض رجالات السنة فيها غير أنه لم يعد ثمة شك في أنها لا تعدو عن كونها مشاركة شكلية لا تعبر عن طموحات السنة العراقيين ولا تدافع عن مصالحهم.

وكان استهداف عدد كبير من الشيعة العراقيين من قبل أعضاء التنظيم في بدايات نشأته عام 2014 وقتلهم في مذبحة جماعية سببا آخر لاستبعاد وجود علاقة بين الدولة الإيرانية والتنظيم إذ يفترض أن إيران تدافع عن مصالح شيعة العراق وتوفر لهم الحماية وبالتالي فليس من المنطقي أن تتورط إيران في دعم تنظيم يستهدف الشيعة العراقيين.

ومن ذلك أيضا تواتر العديد من التقارير التي تزعم أن تنظيم “داعش” تلقى في بداية نشأته دعما تركيا وسعوديا باعتبارهما قوى سنية تسعى لتقوية شوكة السنة ومن ثم لا يتفق أن تجتمع هذه القوة المتنافرة على دعم تنظيم واحد حيث تضارب المصالح والأهداف.

هذا بعض ما استند إليه أصحاب هذا التصور لكن في المقابل فإن ثمة جوانب أخرى للصورة يجب أن يتم النظر إليها حتى يتمكن المشاهد من أن يتبين ملامح الصورة كاملة فتكون رؤاه ومواقفه أقرب إلى الصواب وتصبح أكثر موضوعية.

وهنا يجدر بنا مثلا أن نشير إلى ما كشفت عنه مؤخرا شبكة سكاي نيوز حول حصول تعاون بين قوات النظام السوري و”داعش” تمثل في حدوث صفقات في أرض المعركة خاصة فيما يتعلق بالسيطرة على المدينة القديمة “تدمر” فهذه الحادثة هي زاوية من زوايا الصورة الغائبة والتي يحاول البعض أن يخفيها أو يقلل من شأنها على الرغم من أن واقع سوريا يؤكد صوابيتها كل لحظة.

وأشارت الشبكة إلى أن منشقين عن “داعش” كشفوا لها عن أن مدينة “تدمر” قد تم تسليمها بشكل سلمي لقوات النظام السوري كجزء من سلسلة اتفاقيات تعاون تعود لسنوات بين الطرفين من بينها اتفاق بين الطرفين يتعلق بتجارة النفط والمنشآت النفطية وترتيبات لإخلاء بعض المناطق من مقاتلي “داعش” قبل هجوم جيش النظام عليها.

وكشفت الشبكة عن أن صحفيا تابعا لها سأل أحد المنشقين عن “داعش” حول ما إذا كان هناك تنسيق وترتيب بشكل مباشر بين “داعش” وجيش النظام أو حتى الجيش الروسي على أرض الميدان كانت إجابته بكل بساطة “بالطبع”.

وهنا ربما يتساءل البعض في استنكار: وهل يعقل أن يكون هناك تعاون بين النظام السوري و”داعش”؟ الحقيقة أن كل المتابعين للملف السوري جيدا يدركون إلى أي مدى كان تنظيم “داعش” خير خدمة للنظام السوري إذ كانت المؤشرات وقبل ظهور داعش على الساحة تشير إلى أن النظام السوري قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، حيث القرار الخليجي آنذاك المعلن بمنتهى الوضوح بضرورة إبعاد بشار الأسد عن السلطة في سوريا والوقوف بجانب الثوار السوريين، وهو الموقف الذي دعمته العديد من القوى الإسلامية والدولية كان أبرزها تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، غير أن موازين القوى اختلفت بشكل كبير بعد أن ظهر “داعش” حيث أصبح التنظيم بما هو عليه يشكل هاجسا لما يسمى بالمجتمع الدولي الذي أثارته أطروحات التنظيم وسلوكياته المستهجنة ما سمح لأن تتعالى أصوات القائلين بأهمية الإبقاء على النظام السوري بدلا من أن تذهب مقدرات الدولة السورية إلى أيدي الإرهابيين المتمثلين – وفق هؤلاء – في عناصر “داعش”.

كذلك وبدلا من أن يتعاطف المجتمع الدولي مع قضية الشعب السوري فيوجّه سهامه لنظام بشار الأسد القاتل اتجه لتشكيل تحالفات عسكرية لمواجهة تنظيم “داعش” الذي لم يقاتل النظام السوري على الإطلاق، وكانت كل أسلحته في مواجهة فصائل الثورة السورية، بل وتقرر روسيا وفي إطار ما زعمته حول محاربتها للإرهاب أن ترسل بقواتها وعتادها لدعم جيش بشار الأسد مستغلة في ذلك تلك الرهبة الدولية التي انتابت العالم كله من التنظيم بعد أن وجّه بعض عناصره التي تلقت تدريبا داخل كل من العراق وسوريا إلى بعض البلدان الغربية لتنفيذ عمليات مسلحة فيها والتي أسفرت عن سقوط الكثير ما بين قتلى ومصابين وسببت رعبا للشارع الأوروبي.

والمثير أن مثل هذا الادعاء قد انطلى على الكثيرين حيث صدقوا رواية التدخل الروسي العسكري ومن قبله تدخل إيران وحزب الله والميلشيات الباكستانية والأفغانية في سوريا بهدف مواجهة الإرهاب المتمثل في “داعش” على الرغم من أن كل التقارير أكدت أن اقتتالا عسكريا لم يحدث بين هذه القوات الأجنبية الداعمة للأسد وتنظيم “داعش”! إذ كل ضربات هؤلاء كانت موجهة بالأساس للمعارضة السورية والتي كانت في ذات الوقت هدفا لضربات “داعش” إذ كان يدرك النظام السوري وداعموه أن القضاء على “داعش” يعني أن يكون الخيار الدولي في صالح “الثوار السوريين” وليس في صالح الأسد ونظامه وهو نفس ما انتبه له “داعش” أيضا إذ سيكون الخيار الدولي في حال القضاء على الأسد هو اختيار الثوار السوريين وليس “داعش”.

وبالطبع لسنا في حاجة إلى أن ندلل عن مدى علاقة إيران بنظام بشار الأسد فتلك العلاقة أضحت بديهية يدركها الجميع، ومن ثم فإن أمر العلاقة بين إيران وتنظيم داعش لا تقل عن علاقة التنظيم بنظام الأسد بل ربما كانت إيران هي الراعي الرسمي للتنظيم، خاصة وأن ما حدث في العراق دليل يدعم ذلك ويؤكده إذ المتتبع لمراحل تمدد التنظيم وانتشاره يمكنه أن يكتشف أن هناك الكثير من المواقف اللامعقولة التي تشير إلى أن هناك أمرا غامضا، فالكثير من المناطق التي سيطر عليها التنظيم في العراق دخلها بلا قتال بعد أن انسحبت قوات الجيش العراقي تاركة خلفها أسلحتها وعتادها التي سيطرت عليها بطبيعة الحال عناصر التنظيم ليكون ذلك علامة استفهام كبيرة لم يتم الإجابة عليها حتى الآن خاصة وأنه من المعلوم أن الجيش العراقي يخضع للإشراف الإيراني.

وكان هذا الموقف المستغرب وغير المفهوم حتى اللحظة من قبل الجيش العراقي في بداية نشأة “داعش” الدفعة الأولى والأقوى للتنظيم الجديد حيث أعطت له زخما شعبيا وجماهيريا دفع البعض إلى مبايعته والاعتقاد بقدرته على تحقيق النصر غير منتبهين إلى تزامن وجوده بهذه القوة مع الثورة العراقية التي كادت أن تكتسح الحكومة العراقية الموالية لطهران بقيادة نوري المالكي فيما منحته أيضا قدرة مادية هائلة إذ تمكن خلال هذه الفترة من أن يستولي على نحو نصف مليار دولار من أحد البنوك بالموصل وهو مبلغ كبير للغاية في حسابات التنظيمات.

ولا يمكن أن نغضّ الطرف عما حدث خلال شهر يناير من عام 2015 في محافظة ديالى شرق العراق حيث أعلنت اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة عن فتح تحقيق موسع لمعرفة هوية مروحيات هبطت في معاقل تنظيم داعش في “المقدادية” ونقلت أسلحة ومؤنا لقوات التنظيم وهو ما يحصر الشبهة في ثلاث جهات هي الجيش العراقي أو القوات الأمريكية أو الجيش الإيراني.

وعليه فإن القول بعلاقة إيران بـ “داعش” لا يثير أي استغراب فقد سبق وأن تبين مدى العلاقة بين الدولة الإيرانية وبين تنظيم القاعدة الذي هو الأب الروحي لـ “داعش” وأن إيران ساهمت بشكل أو بآخر في دعم التنظيم ومساعدة قياداته وعناصره في الكثير من المراحل حتى سمحت هذه العلاقة بأن يكون تنظيم القاعدة وسيطا في وجود علاقة طيبة تربط بين إيران وحركة طالبان الأفغانية رغم الاختلاف المذهبي والأيدلوجي ومن ذلك ما جرى منذ أيام حيث تعرض الملا منصور إختر زعيم حركة طالبان الأفغانية إلى الاغتيال عبر ضربه بطائرة خلال عودته لأفغانستان قادما من إيران عبر باكستان.

وأمر دعم إيران لمثل هذه التنظيمات لا ينطلق من فكرة التوافق بين الطرفين سواء على المستوى الفكري أو فيما يخص الهدف، وإنما تقصد إيران بذلك أسبابا منها ما هو مرحلي ومنها ما هو إستراتيجي لتحقيق أجندتها، ومن ذلك تصدير التوتر للبلدان العربية والإسلامية والترويج لدى المجتمع الدولي بأن التنظيمات التي يمكن أن توصف بالإرهابية لا تخرج إلا من السنة فيما أن الشيعة أبعد ما يكونون عن هذا الوصف.

إيران ومصر

يرى الكثير من المراقبين أن من أهم ما ميز المجتمع المصري أنه مجتمع متجانس ومن ثم فإنه من الصعوبة بمكان أن تثار داخله نعرات طائفية أو مذهبية أو حتى قومية، فغاية ما يمكن أن ينتابه هو إيجاد حالة من الاستقطاب السياسي سرعان ما تتلاشى، وهو بذلك يختلف عن الكثير من شعوب البلدان العربية التي ربما يرى البعض أنه من السهل إثارة التوتر بداخلها مثلما حدث في سوريا والعراق واليمن ولبنان أو مثل ما يجري من محاولات لإحداثه في البحرين وليبيا وغيرهما.

والحقيقة أن هذا المعطى ليس غائبا عن إيران على الإطلاق خاصة وأنها بذلت الكثير من الجهود على مدار سنوات من أجل اختراق الشعب المصري لنشر التشيع، وهي الجهود التي على الرغم من أن بعضها أثمر عن نتائج إلا أنها ما زالت نتائج متواضعة لا ترقى إلى أن تكون أداة تُحدث حالة من الصراع المذهبي الطائفي داخل المجتمع المصري ومن ثم فقد كان لزاما البحث عن أدوات أخرى تحقق النتائج المرجوة حتى لو استغرق ذلك زمنا طويلا.

وحتى يمكن ربط الخيوط بعضها ببعض فإننا يجب أن نظل مستحضرين أن أحد أهم أهداف الثورة الإيرانية هو استرجاع المجد القومي للدولة الفارسية وهو الطموح الذي حتما ولابد أن يصطدم بأهل السنة الذين يتعاطى معهم الإيرانيون انطلاقا من الرغبة في الثأر والانتقام بغض النظر عن تلك الادعاءات التي يدّعيها رجالات السلطة في إيران من أنهم يدافعون عن الأمة وأنهم يسعون إلى تحرير القدس وغير ذلك مما لا علاقة له بواقع الحال.

في هذا الإطار فإن الإستراتيجية الإيرانية قائمة على إضعاف القوى السنية والوصول بها إلى مرحلة من الضعف وعدم الاستقرار حتى يمكنها أن تفرض حالة من الهيمنة، وتصبح إيران هي القوة الأولى في المنطقة وربما كان ذلك هو أيضا محركها الرئيس في التعاطي مع الكيان الصهيوني، فالمسألة أولا وأخيرا سياسية بحتة.

وترتيبا على ما سبق فإن مصر ليست بعيدة عن مرمى المخططات الإيرانية، إن لم تكن في مقدمة المستهدفين، حيث تدرك طهران أن مصر والمملكة العربية السعودية القوتان العربيتان السنيتان الرئيسيتان في المنطقة وأنهما تمثلان عقبة كئودا، فكلتاهما تقفان بالمرصاد أمام مشروع التمدد الإيراني ومن ثم فإن إشغال هاتين الدولتين في قضايا داخلية وإبعادهما، أو على الأقل، الحد من دورهما فيما يتعلق بقضايا الإقليم كفيل بأن يمنح إيران أدوارا سياسية متعاظمة في المنطقة.

ففيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية فإن ثمة ملفات كثيرة يمكن أن تكون أوراقا لممارسة الضغوط وإثارة التوترات منها مثلا الملف اليمني وتمرد الحوثيين وإيجاد حالة من توتر الأجواء في الجنوب السعودي، ومنها أيضا الملف الطائفي حيث الشيعة السعوديون ومحاولات إثارة فتنة طائفية عبر دعم وتمويل عناصر تابعة لبعض التنظيمات منها القاعدة سابقا وداعش حاليا لتنفيذ تفجيرات بمساجد شيعية وهو ما حدث مرارا حيث نشرت البحرين والسعودية ولأكثر من مرة أنهما ألقتا القبض على مجموعات شيعية ترتبط بالعراق وإيران في عمليات تهريب ونقل كبسولات التفجير والذخائر من نفس هذا النوع، وعند التحقيق مع المهربين قالوا بأنهم كانوا فقط مأمورون بوضع المتفجرات في أماكن محددة والعودة دون مقابلة أي أشخاص فيما أن بعض من قُبض عليهم من أفراد الخلايا التي قامت بالتفجير بعد التفجيرات – وهم من السنة – قالوا إنهم استلموا المتفجرات في أماكن ولا يَعرفون من وضعها فيها ولم يقابلوا أي شخص ولا يعلمون شخصية من زوّدهم بها.

أما بالنسبة لمصر فالأمر أعقد نسبيا، ذلك أن نسبة المتشيعين المصريين لا زالت محدودة للغاية فكان الرهان على توتير الأجواء بطريقة مختلفة تمثلت في التنظيمات الجهادية في شبه جزيرة سيناء والتي بايع بعضها تنظيمات جهادية عالمية كتنظيمي القاعدة وداعش اللذين سبق وأن أشرنا إلى أنهما يتلقيان دعما إيرانيا.

من عاطف السيد

كاتب وباحث مصري