ثلاثة شخصيات من الدائرة المقربة من ترامب هم فقط من حضروا اجتماعاً سرياً مع الروس في برج ترامب بمانهاتن في يونيو 2016، هذه الشخصيات هي: النجل الأكبر لترامب، وصهره جاريد كوشنر «زوج إيفانكا»، ورئيس حملته الانتخابية وقتذاك بول مانافورت.

في هذا الاجتماع -الذي تم بعد ترشيح ترمب لانتخابات الرئاسة عن الحزب الجمهوري وقبيل إجراء الانتخابات الرئاسية بنحو 4 أشهر- قابلوا محامية روسية مقربة من الرئيس بوتن، تفاصيل الاجتماع لم تتم إماطة اللثام عنها بشكل كامل، رغم مناورات نجل ترامب من جهة، وتجاهل صهره الحديث عنها من جهة أخرى.

الحلقة الضعيفة في هذا الموضوع هي بول مانافورت، الذي صار مستشار ترامب بعد نجاحه في انتخابات نوفمبر 2016 الرئاسية، وتغلبه على خصمه الديمقراطي السيدة هيلاري كلينتون، روبرت مولر المحقق الخاص في التدخل الروسي المزعوم لصالح ترمب في الانتخابات الرئاسية، حقق مؤخراً أكبر عملية صيد لتلك الحلقة الضعيفة، بعد أن وافق مانافورت على التعاون مع التحقيق الذي يشرف عليه مولر.

صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، وصفت الاتفاق -الذي أبرمه مانافورت مع فريق المحقق الخاص روبرت مولر- بأنه مميت لترامب، ووصفته «نيويورك تايمز» بأنه بداية لفصل جديد في تحقيق مولر، وبأنه أهم حدث في تلك التحقيقات حتى الآن، وقالت «واشنطن بوست» إنه وبعد أكثر من عام كامل من بدء التحقيقات، نجح مولر في الإمساك بتلابيب صيده الأكبر، وإن المفاجأة ليست في إقرار مانافورت بأنه مذنب في عدة تهم، بل إن المفاجأة الأكبر هي اتفاقه على التعاون مع فريق المحقق المستقل، الأمر الذي يُعتبر قفزة كبيرة للأمام في التحقيق، ونذير شؤم لترامب.

ورغم أن المكاسب الشخصية لمانافورت -69 عاماً- من اتفاقه بالتعاون كثيرة، مثل تخفيف الحكم عليه لفترة تصل إلى 10 سنوات وتخفيض تكاليف التقاضي، فإن التفكير فيما سيترتب على الاتفاق بالنسبة لترمب قد غطى على الاتفاق نفسه.

وقالت «واشنطن بوست»، إن الاتفاق يشير إلى أن مانافورت سيقدم معلومات مفيدة لتحقيقات مولر حول جوانب أخرى بخلاف الاتهامات ضده شخصياً، بينما وصفت «نيويورك تايمز» الاتفاق -على التعاون في كل شيء- بأنه استسلام كامل لمولر، ولن يجعل ترمب يعيش بعد الآن في هدوء.

وأشارت الصحيفة نفسها، إلى أن مانافورت هو الأول من بين الحلقة الضيقة حول ترامب ممن شاركوا في الاجتماع بالروس في برج ترامب -مع ابن الرئيس وجاريد كوشنر صهره- في يونيو 2016، ويتوقع أن يقدم معلومات مهمة عن أكثر من 80 اتصالاً بين حملة ترمب الانتخابية وجهات أخرى وشخصيات روسية، وتنسيق الحملة مع «ويكيليكس»، وعن تعديل برنامج الحزب الجمهوري حول تسليح أوكرانيا، كما يمكنه إلقاء الضوء على إعاقة ترامب للعدالة وغير ذلك.

وقد بدأ التوتر يصيب العديد من عواصم المنطقة العربية جراء تطورات تحقيقات مولر، فقد افتتحت إحدى القنوات الرئيسية في إسرائيل بثّها المسائي الأحد الماضي بعنوان غير معتاد يقول: «ترامب جيت: أصعب معارك ترامب في حياته»، كما بدأت بعض دول المنطقة تبني حسابات سياسية بافتراض عدم وجود ترامب في المشهد السياسي اعتباراً من نوفمبر المقبل،

فهل تصدق تلك التوقعات؟

ربما،

لكن الأيام المقبلة ستكون حافلة بأحداث جسام.

مقالات الكاتب أحمد حسن الشرقاوي

من محمد السخاوي

باحث سياسي