يخضع العشرات من الأطفال اليمنيين -الذين اغتالت الميليشيات الحوثية براءتهم وحولتهم إلى وقود لحربها ضد القوات الشرعية- إلى برنامج لإعادة تأهيلهم نفسيا للتخلص من الصدمات التي أصابتهم جراء إجبارهم على حمل السلاح والزج بهم في جبهات القتال.

ويعيش هؤلاء الأطفال الذين انتابتهم حالة شرود ذهني وانطواء جراء ما تعرضوا له من عنف، في حالة من الرضا بعد انضمامهم إلى مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالحرب الممول من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والذي انطلقت أولى فعالياته من محافظة مأرب اليمنية ويضم أطفالًا زجت بهم الميليشيات في جبهات القتال ووقعوا أسرى حرب خلال الأسابيع الماضية في يد القوات الشرعية.

الفظائع التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي تكشف كيف تم إغراء الأطفال بالمال والسلاح لاغتيال براءتهم وتدريبهم على حمل السلاح وكيفية إطلاق الرصاص على القوات اليمنية، وهي انتهاكات جديدة تضاف إلى سجل الحوثيين في بلد يعاني أزمة إنسانية تصنفها الأمم المتحدة على أنها من بين الأخطر في العالم.

والاتفاق الأخير الذي عقدته البعثة اليمنية لدى الأمم المتحدة بالتعاون مع مركزي الملك سلمان للإغاثة ومؤسسة “وثاق” للتوجه المدني، يتضمن إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالحرب ويستفيد منه 80 طفلا و80 من أولياء الأمور إضافة إلى 1920 مستفيد آخر بشكل غير مباشر في محافظة مأرب بإجمالي 2000 طفل.

وقال المستشار في الديوان الملكي والمشرف العام على مركز الملك سلمان الدكتور عبدالله الربيعة، إن الاتفاق يهدف إلى إعادة دمج هؤلاء الأطفال في مجتمعاتهم  وتوعية أولياء أمورهم بأخطار تجنيدهم وكيفية إيجاد بيئة مناسبة لهم وإلحاقهم بالمدارس للوقاية من العنف والإصابات والإعاقة.

من جهته أكد وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر، أن أخطر الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات هي التي تمارس بحق الأطفال، مطالبا الأمم المتحدة بالضغط على الانقلابيين لوقف تجنيد الأطفال، وزرع الألغام التي يروح ضحيتها الأطفال.

وأوضح أن الميليشيات جندت حوالى 15 ألف طفل منذ الانقلاب، وأرسلتهم إلى جبهات القتال من دون تدريب، فضلًا عن انتهاكات أخرى كالتشويه والعنف الجنسي والحرمان من المساعدات، وذكر أن الميليشيات قتلت حوالى 1372 طفلاً منذ الانقلاب، و204 قتلتهم الألغام التي زرعوها، و418 من الأطفال المجندين، إضافة إلى جرح 3882 طفلًا.

يشار إلى أن هذا المشروع، هو الأولَ الذي يهتم بإعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالحرب في اليمن، وبطريقة تأهيل مستمرة لمدة شهر عبر برنامج تأهيلي مكثف للأطفال وأولياء أمورهم.

كما سيكون من مخرجات المشروع دراسةٌ تحليليةٌ واقعيةٌ تدرس أسباب تجنيد الأطفال من وجهة نظر الطفل والأسرة والمجتمع، وأيضاً الجهة التي قامت بتجنيد الأطفال، وسبل معالجة هذه الظاهرة، وتكون هذه الدراسة على أساس علمي لمواجهة عملية تجنيد الأطفال وإعادة تأهيلهم في جميع محافظات اليمن.