في مثل هذا اليوم 1 شوال (عيد الفطر) رحل عن الدنيا الصحابي الجليل “عمرو بن العاص”، رضي الله عنه وأرضاه..

 

– إنه عمرو بن العاص، فاتح مصر، وداهية العرب، والعملاق الذي يتطاول عليه المستشرقون والعلمانيون، ونجحوا في حشو الكتب بأكاذيبهم عن صحابي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة (أسلم الناس وآمن عمرو)

 

– رغم أنه دخل الإسلام وعمره 52 سنة، لكن رسول الله كان يعرف مكانة عمرو، وكذلك الخلفاء، حتى قال عنه عمر بن الخطاب: عمرو أرطبون العرب، ولا أراه إلا أميرا.

 

– يقول الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله – : (أرسلت لي وزارة الأوقاف خطابا لأتولّى الخطابة في مسجد عمرو بن العاص، ولكني تكاسلت في التنفيذ، ومرت أيام، أسبوع.. وذهبتُ للمسجد متثاقلا، فقد كنتُ أكره كل الذين كانوا ضد “علي بن أبي طالب”…وابن العاص منهم… ولكني فوجئت باستدعاء من وزير الأوقاف، الشيخ أحمد حسن الباقوري، في بيته، وليس مكان العمل، فاندهشتُ.. فالباقوري كان لا يقابل الناس في بيته، وذهبتُ للشيخ الباقوري الذي كان يعاني من آثار (جلطة) فبادرني الباقوري بحدّة: ما الذي بينك وبين عمرو بن العاص؟

 

كرر الباقوري السؤال 3 مرات، والغزالي يجيب باندهاش: لا شيء

فقال الباقوري: لقد جاءني عمرو بن العاص في المنام، وقال لي: قل لـ محمد الغزالي إني من خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطلب مني أن أبلغك أنه غفر لك تطاولك عليه، لأنك أحييت مسجده، وهذا المسجد هو رابع مسجد في الإسلام، لأنه المسجد الذي اجتمع فيه الفاتحون الذين هزموا الرومان في مصر وأدخلوا الإسلام.

 

 

قال الشيخ محمد الغزالي معلقــًا على الرؤيا:

– الحقيقة عندما سمعت الرؤيا أخذتني رعدة، وأجهشتُ بالبكاء، وقلتُ: أنا ذهبتُ إلى مسجد عمرو كارهًا، وبدرت مني كلمات ضد عمرو بن العاص، لأني كنت أكره الذين حاربوا علي بن أبي طالب، ولكن الآن وبعد أن سمعت هذه الرؤيا، أنا أتوب إلى الله من ذكر أحد الصحابة بما لا يليق .. وعمرو له مكانته، ولولاه والمؤمنون معه، ما دخل الإسلام مصر، وما اعتنقت أنا الإسلام.

 

 

عمرو بن العاص السهمي القرشي الكناني (592م – 682م)، أبو عبد الله، ابن سيد بني سهم من قريش العاص بن وائل السهمي، أرسلته قريش قبل إسلامه إلى الحبشة ليطلب من النجاشي تسليمه المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة فراراً من الكفار وإعادتهم إلى مكة لمحاسبتهم وردهم عن دينهم الجديد فلم يستجب له النجاشي.

بعد إسلامه (8هـ) فتح مصر بعد أن قهر الروم وأصبح والياً عليها بعد أن عـّينه عمر بن الخطاب- رضي الله عنهما

 

 

تُوفي فجر عيد الفطر سنة 43 هـ في مصر، وله من العمر 88 سنة، ودُفن قرب المقطم.

 

 

وجاء في صحيح مسلم.. أن عمرو بن العاص بكى طويلاً عند احتضاره، فجعل ابنُه يقول: «يا أبتاه، أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا، أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟» قال: فأقبل بوجهه فقال: «إن أفضل ما نُعِد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، إني قد كنت على أطباق ثلاثٍ: لقد رأيتني وما أحدٌ أشدّ بغضًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني، ولا أحب إليّ أن أكون قد استمكنت منه فقتلته فلو مُت على تلك الحال لكنت من أهل النار. فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه قال: فقبضت يدي، قال: “ما لك يا عمرو؟” قال: قلت: أردتُ أن أشترط. قال: “تشترط بماذا؟” قلت: أن يُغْفَر لي. قال: “أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله”. وما كان أحد أحبّ إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجلَّ في عيني منه، وما كنت أُطيق أن أملأَ عيني منه إجلالاً له، ولو سُئلت أن أصفه ما أطَقْتُ لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو مُت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة، ثم وَلِينَا أشياءَ ما أدري ما حالي فيها، فإذا أنا مُت فلا تَصْحَبْني نائحةٌ، ولا نارٌ، فإذا دفنتموني فشنوا عليَّ التراب شنًا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تُنحر جزور ويُقسم لَحْمُها حتى أسْتَأْنِسَ بكم، وأنظر ماذا أراجع رسلَ ربي».