101البوكمال 3 الأمة| انسحب تنظيم “الدولة الإسلامية” من مدينة البوكمال بريف محافظة دير الزور في سوريا، نحو البادية، بعد تراجع سيطرته على المدينة، مخلفا خسائر بشرية في صفوف النظام والمليشيات الإيرانية.

وأحدث هجوم التنظيم الذي شنه فجر الجمعة الماضي على مواقع القوات الإيرانية وقوات النظام في البوكمال خسائر بشيرة كبيرة وخلخة في صفوف خصومه، وعمد التنظيم يوم “الإثنين” للإنسحاب قبيل محاصرته داخل المدينة، نحو بادية البوكمال.

وكان النظام سيطر منذ السبت على غالبية البوكمال بعد يوم من تقدم مقاتلي التنظيم إلى قلب المدينة، يقودهم مفجرون انتحاريون.

وتسببت المعارك العنيفة على مدار ثلاث أيام في مقتل 48 على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين له من مليشيات إيرانية وعراقية، كما قتل 32 على الأقل من عناصر التنظيم من ضمنهم 10 فجروا أنفسهم بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة.

وكانت وكالة “تسنيم” التابعة لفيلق القدس الإيراني قد أكدت مقتل أحد قياديي ميليشيا “الحرس الثوري” في دير الزور ونشرت صور تشييع محمد مهدي فريدوني في العاصمة طهران. كما كشفت حسابات إيرانية على “تويتر” أن فريدوني قتل إلى جانب رفيقه خليل تختي نزاد قائد غرفة عمليات منطقة درعا في جنوب سوريا، بالقرب من مدينة البوكمال شرقي دير الزور.

وكشف نشطاء سوريون عن افتتاح ميليشيا لواء القدس الأسبوع الماضي مكتب انتساب في البوكمال بجوار المصرف التجاري مستغلين الحالة المادية الصعبة للأهالي لتجنيدهم في صفوفها براتب يصل الى 150 دولار شهريا، حيث وصل عدد المنتسبين إلى العشرات من أبناء مدينة الميادين القريبة من البوكمال في دير الزور.

وتحدث نشطاء عن أسر تنظيم “الدولة” عناصر من أبناء البوكمال المنتسبون مؤخراً للواء فاطميون وقام بإعدامهم ميدانيا على أطراف المدينة.

ولم يجمد تنظيم “الدولة الإسلامية” هجماته عقب انسحابه من جنوب العاصمة السورية دمشق نحو أقصى ريف حمص الشرقي، ضمن اتفاق سري مع الجانب الروسي وكيلا عن النظام الشهر الماضي، حيث نفذ عناصر التنظيم على مدار الأيام الماضية هجمات انتقامية على تمركزات لقوات النظام وحلفائه في بادية حمص الشرقية، وفي بادية دير الزور الجنوبية الشرقية، غرب نهر الفرات وعلى طريق طهران – بيروت، أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 240 من قوات النظام وحلفئه في مقابل نحو 130 من عناصر التنظيم منذ 22 مايو/ أيار الماضي.

النظام السوري وإيران يتكلفان فاتورة عالية لاستعادة الـبوكمال

من د. كمال إبراهيم علاونة

أستاذ العلوم السياسية والإعلام - فلسطين