الاتصال السياسي والعمل الإعلامي لا ينفك أحدهما عن الآخر وذلك للأسباب التالية: –

الاتصال السياسي هو نمط جديد من أنماط الاتصال التي لا تنفك بحال من الأحوال عن أنواع العلوم الاجتماعية، بل هو ضرب من ضروب العلوم الاجتماعية، والعلاقة بينها متجذرة ورغم حداثة المصطلح نوعا ما إلا أننا نجده حاضرا كواقع من قديم حيث نلاحظ أن :

1- الاتصال السياسي هو العمود الفقري لأداء وسائل الإعلام من قديم فلا نستطيع تخيل إعلام من دون أهداف وغايات سياسية وقد حرص المثقفون والساسة على الاستفادة من وسائل الإعلام لتبليغ رسائلهم وتثبيت ما يريدون ترسيخه من مفاهيم.

2- الإعلام والسياسة والاقتصاد والفكر والثقافة والدين وجوه لعملة واحدة، هي التي تكون الأطر العامة في المجتمع وترتبط بصورة أو أخرى وتمثل جميعا المادة الأساسية لوسائل الاعلام.

3- الإعلام السياسي هو الإعلام الذي تغلب عليه طوابع السياسية والفكر والدعاية والدعوة ويستهدف تغيير أو تثبيت أو انحياز اتجاهات الجماهير.

4- الإعلام السياسي لا يمكن أن يكون محايدا فهو دائما يعبر عن وجهة نظر معينة ينحاز اليها صراحة لكن الرسالة الإعلامية في أساسها محايدة فيجب أن يتفهم السياسيون هذه الوظيفة الإعلامية فلابد لهم من دراسة تيسر تلك العلاقة ولتزيل اللبس بين المفهومين وترشد العلاقة بينهما.

5- وسائل الإعلام في الدول النامية تخضع لملكية هذه الدول في معظم الأحوال، فهي أداة أساسية لدعم سياسة الأنظمة الحاكمة.

6-  تتعدد وظائف الإعلام السياسي في معظم الدول، وفقا لوضعية الإعلام ومدى حريته وحاجة المجتمع إليه.

وهو لا يخرج عن ثلاثة أحوال: –

أ‌. إعلام مبادر يسلط الضوء على القضايا والمشكلات ويوجد العمل السياسي في مسارات طبيعية.

ب‌. إعلام مواكب لتوجهات العمل السياسي يسير في اتجاهات موازية لاتجاهاته

ج. إعلام يسير في الركب لا يخرج في تبعيته عن المدى الذي يحدده العمل السياسي له. هناك قنوات تنتظر الحدث، ولا تبادر بفعله، ولكن تنتظر الأمر من الإدارة العليا

*****

وبناء على ما سبق نجد أن تعامل السياسيين (من الممارسين والمفكرين) مع وسائل الاتصال لا ينقطع مذ بدأت ثورات الاتصال تحقق انتشارا كبيرا وغير مسبوق في الوصول إلى الجماهير العريضة الذين هم أساس استهداف السياسيين والمثقفين

حيث الحاجة متبادلة بين الأطراف الثلاثة:

-​ السياسيون يريدون توصيل رسائلهم ونشرها والدعاية لها وترويجها.

-​ الجمهور بحاجة إلى فهم وتثقيف ومقارنات ورد شبهات حول تلك الرسائل.

-​ وسائل الاتصال ترغب في ممارسة دورها في التثقيف والإخبار وفي البحث عن الجديد والمثير.

لذا فمن المهم لمن يرد أن يمارس ويؤثر في الحياة ويتقن العمل السياسي بشكل جيد أن يتعلم كيف تسير العملية الإعلامية فيما يتعلق بالتفاعل مع الجمهور ووسائل الاتصال والإعلام ولتوصيل الرسالة بشكل محترف يفيد أفكاره ويوسع انتشاره.

من رياض المسيبلي

كاتب يمني، وباحث مهتم بالتاريخ الثقافي