في مثل هذا اليوم 2 يناير 1492م.. 526 سنة، على سقوط الأندلس

الخروج من الأندلس

شبع التاريخ الإنساني وارتوى.. شبع حتى التخمة، وارتوى حتى الثمالة، من المآسي والغرائب والعجائب.. والتاريخ هو ظل الإنسان على الأرض، والأرض هي المسرح الذي لا يألو جهداً في تبديل الأدوار والمجاميع والأبطال..
ولكنهما .. الأرض والتاريخ.. لا يستطيعان أبدا تغيير الأحداث وتلوين الظل.

 

ويظل عام 1492 هو العام الفاصل في تاريخ البشرية.. تغـيّر فيه وجه العالم كما لم يحدث من قبل ..
غربت فيه حضارة الأندلس التي قامت على التسامح والسلام ..
وبدأ فيه عصر جديد لحضارة قاسية لا تعرف الرحمة..

أمريكا والأندلس ..
شروق وغروب ..
ولكن هيهات هيهات.

 

في أكتوبر 1492 أبحر “كريستوفر كولمبس” على ظهر السفينة “سانتا ماريا” وبصحبته سفينتان أصغر حجما هما “اليذنا” و “البيذتا” وبرفقته 120 رجلا، إلى المحيط المجهول..وكانت تلك هي البداية العملية لاكتشاف أمريكا وتدمير حضارة الهنود الحمر..اكتشاف الدمار وتدمير المُكتشف!!.

 

لكن البحّار التركي المسلم “أحمد محيي الدين بيري” الشهير بـ (بيري ريّس) هو المكتشف الحقيقي لأمريكا، فهو أول من وصل إلى هناك، ورسم خريطة لأمريكا هي أقدم خريطة لها على الإطلاق، وهذا يلغي الكذبة الكبرى التي تعلمناها في مدارسنا بأن كولمبس هو مكتشف أمريكا،

 

يقول الباحث الدكتور جهاد الترباني: (الحقيقة التي أُخفيت عنا لمئات السنين أن المستكشف الإسلامي (بيري ريّـس) هو المكتشف الحقيقي لأمريكا، طبعا سبق بيري ريس كثير من المسلمين الذين وصلوا لأمريكا قبله، ولكن بيري ريس هو الذي وضع أول خريطة علمية للقارتين الأمريكيتين بكل التفاصيل، مما يعطيه الحق بأن نطلق عليه المكتشف الحقيقي لأمريكا، حيث بيّن تلك الاكتشافات في كتابه “كتاب البحرية” الذي قدمه للخليفة العملاق سليمان القانوني، الذي دعّم بنفسه تلك الحملات الاستكشافية في أمريكا، ليس ذلك فحسب، بل رسم بيري ريس خريطة القارة القطبية الجنوبية، فكان هو أيضا مكتشف أنتاركتيكا، فقد كان نفوذ المسلمين في عهد سليمان القانوني يمتد من فيينا (النمسا) شمالا وحتى القطب الجنوبي جنوبا مرورا بأمريكا وأفريقيا وأوروبا وآسيا)

الخريطة التي رسمها البحّار التركي “بيري ريس” حـيّرت علماء ناسا وما زالت.

 

ونعود للأندلس.. الفردوس المفقود، وحائط المبكى العربي، وكنزنا المسروق..
لقد حكم العرب بلاد الأندلس من 711م حتى 1492م..
(781 سنة ).. وليس 5 قرون كما هو شائع ..

 

كانت الأندلس (أسبانيا والبرتغال) هي القوة العظمى على وجه الأرض، والقطب الأوحد الذي يسيطر على الدنيا، والشمس التي تشع عدلاً وعلمًا ورحمة ..

حتى كان الأفول المشؤوم، والاستثناء الوحيد من القاعدة التاريخية التي تقول:
“إن الإسلام إذا بلغَ أرضا استقر فيها إلى الأبد”..
… ولكن الأندلس كانت الاستثناء الوحيد في تاريخ الإسلام..

 

وعندما تسلمت الملكة الكاثوليكية المتعصبة “إيزابيلا دي كاستيلا” آخر مفاتيح الأندلس، وقّعت على معاهدة احترام الأديان، ولكنها سرعان ما نقضتها وقتلت كل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، على أرض الأندلس..

ليخرج الإسلام من هذه الأرض حتى حين..ولكنه يعود كعادته دائما يزلزل من ظنوه انتهى..
فقد تزايدت أعداد المسلمين في إسبانيا في السنوات الأخيرة بصورة أزعجت المراقبين الحاقدين، ودكت حصون الكارهين للإسلام في عُقر دارهم..
وتلك هي عبقرية الإسلام..

 

أما الملكة “إيزابيلا” فقد فضحها التاريخ بعد أن خرجت الدراسات من أسبانيا وبريطانيا وإيطاليا.. وأعلنت الحقيقة المؤلمة وكشفت السر العظيم ..

لقد سقطت الأندلس وقامت أمريكا في نفس العام لأن الملكة “إيزابيلا” استولت على كل أموال المسلمين وممتلكاتهم في الأندلس بعد وقوعها..وموّلت بها رحلة “كولمبس” لاكتشاف أمريكا..

 

أموالنا هي التي اكتشفت أمريكا..

حتى لا ننسى..نحن الذين دفعنا أجور “كولمبس” ومن معه..

 

قامت أمريكا على دمائنا ومازالت..لأنه دورها المرسوم..
ولذا كان لا بد أن تختفي حضارة الإسلام في الأندلس؛ لتظهر حضارة الهمج في أمريكا..
وتستمر اللعبة..