‏ما طبيعة القيم التي يتم بثها وما تأثيرها على المجتمع؟

‏‏الأفلام منذ ظهورها فن يختلف عن المسرح يركز على الخيال مما دعا المنتجين إلى إضافة :

‏”خدع بصرية ومؤثرات خاصة وصور متحركة وضوء و مونتاج وأشياء أخرى”

‏‏قوة النص تكمن ليس في مضمونه بل في طريقة تقديمه لذلك المضمون

‏المهم ليس المحتوى بل الكيفية التي يتم بها إبراز ذلك المحتوى (سينمائيا)

‏إيريك ديفور

‏‏الروس كانوا ينظرون إلى السينما كوسيلة تعبر عن الصراع الطبقي الاجتماعي وان الفيلم “قيميا” ينبغي أن يعكس الرؤية السياسية والثقافية للدولة

‏‏حسب المفكر الأمريكي نويل كارول فان مقولة “الفن من أجل الفن” غير صحيحة وغير واقعية

‏ليس هناك فن منفصل عن القيم والمجتمع

‏‏‏كيفية تعامل الناس مع القيم التي يبثها الفيلم تمثل العصب الجوهري في مفهوم التأثير

‏القيم ليست ألفاظا فحسب ولا مشاهد بل مجموعة من المؤثرات

‏التغيرات التي حدثت في المجتمعات الغربية بالذات أمريكا انعكست على نوعية الأفلام وما تحمله من مضامين وقيم (العنصرية، الأقليات، الدين)

‏‏السؤال المهم :

‏هل الدراما تبث قيما جديدة أم تعرض القيم الموجودة في المجتمع وتجسدها؟

‏هل تعزز القيم الايجابية أم السلبية أم كلاهما؟

‏‏هل القيم في الدراما قاصرة على “الجانب الأخلاقي” وهل هي مرتبطة بالدين أم بعيدة عنه؟

‏أليست الدراما فن وقيمة جمالية فحسب كما يقول البعض؟!

‏‏السينما من أكثر الفنون في الترويج للقيم وصارت وسيلة لتمرير قيم جديدة في المجتمعات وتكاد تختفي الأفلام المحايدة التي تعرض فنا مسليا فحسب

‏‏- قيم اللباس والطعام والتقاليد وما تعكسه عن المجتمعات والشعوب

‏- قيم المكان ودلالاته الثقافية وحتى الدينية (مكة/الفاتيكان)

‏- قيم الجماليات (التماثيل والصور والتحف)

‏‏ما ينقله الممثلون من قيم ايجابية أو سلبية من خلال مرتبط بما يتقمصون من شخصيات (عمر الشريف انتقل للعالمية وفقد القيم العربية وقدم ما يعارضها)

‏‏- قيم الزمان (أزمنة القوة أو الضعف وأوقات النصر أو الهزيمة)

‏- قيم الأماكن الدينية (المساجد أو الكنائس بشكل غير مباشر يمرر قيم ايجابية أو سلبية)

‏‏موضوع الفيلم وسياق الحكاية وأسلوب التعبير تحمل العديد من القيم والتي يريد المخرج تمريرها للمشاهد(أغلب الأفلام المغاربية تدعمها أوربا!)

‏‏اخطر ما يعرض في الدراما – من زاوية معالجة المشكلات الاجتماعية- هو عرض الحالات الشاذة والوقائع الفردية ومحاولة تعميمها وحتى العلاج ليس جذريا

‏‏يتم الضرب بالقيم الأخلاقية بعرض الحائط: إظهار مرتكبي الفواحش كأنهم أبطال وسلوكياتهم المشينة أنها طبيعية ضمن حملة ترويج القيم السلبية

‏‏رغم وجود دراما تروج للقيم الايجابية مثل العدل وعواقب الظلم والجريمة إلا أنها تروج كذلك لقيم سلبية كالتعري والفاحشة والألفاظ البذيئة

‏‏السينما اليوم ليست عملا فنيا تجاريا فحسب بل منظومة قيمية متكاملة، ‏الفن أداته والفيلم وسيلته ونشر الأفكار وترويج المعتقدات والثقافات غايته

‏أوربا دعمت الكثير من الأفلام المغاربية التي تروج للتعري والفاحشة وتزين تعاطي المخدرات والشذوذ في المجتمعات العربية المسلمة والهدف واضح

‏السينما هي القوة التي تصوغ – أكثر من أي قوة أخرى – الآراء والأذواق؛ واللغة والزي والسلوك بل حتى المظهر البدني

‏الكاتب الأمريكي أورين بانوفسكي

‏‏هناك انحدار ملموس في نوعية القيم التي تبثها الدراما وعدا استثناءات يسيرة فالغالب قيم سلبية

‏في العقيدة (الإلحاد) والأخلاق (الشذوذ) وحتى الذوق

من أحمد هلال

كاتب صحفي مصري