لم تمر مائة ‏سنة على وعد بلفور البريطاني بإنشاء وطن لليهود في فلسطين، والتي سقطت بعد سقوط الخلافة العثمانية الإسلامية واحتلال القوى الصليبية البريطانية والفرنسية للعالم العربي من المحيط إلى الخليج، إلا والأمة تعيش إرهاصات بعث وتجدد مع قيام ثورة الربيع العربي.

لقد كانت الخلفية الدينية البروتستانتية لرجالات حكومة جورج لويد البريطانية وإيمانهم بضرورة عودة اليهود تمهيدا لعودة المسيح.”سلام ما بعده سلام” فرومكين، الدافع أخلاقي لإصدار هذا الوعد، ولكن بريطانيا سعت لتحقيق هدفين من وراء هذا الوعد وهما أشد أثرا وعمقا على أحداث ومسار الحرب العالمية الأولى ومستقبل المنطقة إلى اليوم:

أ: حرص بريطانيا على دخول أمريكا حليفا لها في الحرب ضد ألمانيا والخلافة العثمانية وبهذا الوعد ستكسب اللوبي اليهودي والساسة الأمريكان الذين دعوا الرئيس الأمريكي لدخول الحرب لتحقيق الوعد الإلهي بقيام دولة إسرائيل وتحقق بريطانيا هدفها في الانتصار بالحرب بعد أن كانت تواجه الهزائم في غزة والكوت وغاليبولي والجبهة الأوربية. اضغط هنا.

ب: إقامة دولة وظيفية في فلسطين ولها بعدها الديني بما يتوافق مع التوجهات الدينية للسياسات الصليبية للقوى الاستعمارية لتصبح هذه الدولة (إسرائيل) وطن لشعب غريب عن محيطه العربي الإسلامي ويكون قاعدة متقدمة للقوى الاستعمارية الصليبية والتي دعمت قيامها بلا استثناء لمنع عودة وحدة الأمة التي تشكل خطرا على نفوذهم وسيطرتهم ومصالحهم.”موسوعة اليهودية والصهيونية” عبد الوهاب المسيري.

ومع هذه الحقائق التاريخية للوعد المشئوم وقيام دولة إسرائيل الوظيفية وتسارع الأنظمة العربية الوظيفية بالتطبيع والسلام مع إسرائيل وفقا لمشروع ترمب الجديد والناظر في تاريخ نشوء هذه الأنظمة،(“سلام ما بعده سلام” فرومكين)، نجد التشابه في التكوين والوظيفة المناطة لها من قبل القوى الاستعمارية الراعي والحامي للجميع فلا يستغرب التحالف الجديد بين إسرائيل وأنظمة الثورة المضادة لمواجهة ثورة الربيع العربي.

إن ثورة الأمة ومواجهتها للاحتلال والاستبداد بعد مرور مائة سنة على سقوط الخلافة العثمانية الإسلامية ووعد بلفور وسقوط القدس والمسجد الأقصى لبشرى بتحقق الوعد النبوي الخالد على مر القرون لهذه الأمة ببعثها وتجدد دينها ….

“إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها”

من أحمد القطان

داعية كويتي