قبيل انطلاق قطار “أستانة 7″، توجهت أنظار وقلوب السوريين إلى المباحثات، علها تزف لهم البشرى عن أقارب وأحباء، احتجزوا خلف القضبان، ليبقى الأمل معلقا لمباحثات وظروف أخرى.

ولكن تعثر قطار مسار أستانة، التي اختتمت أمس الثلاثاء، في العاصمة الكازاخية، مصطدماً بملف الإفراج عن المعتقلين، وإدخال مساعدات مستدامة للمحاصرين ببعض المناطق بسوريا، بعد أن حقق تقدما ملحوظا، ليصبح مساراً هاما يضاهي مسار جنيف، فتعثرت المفاوضات، وبقي قرار الإفراج عن المعتقلين مؤجلاً للجولة القادمة، المقررة منتصف ديسمبر المقبل.

الشبكة السورية

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قد قالت أمس، إن نحو 100 ألف سوري معتقلون داخل البلاد، منذ بداية الأزمة في سوريا عام 2011، تحول أكثر من 90% منهم لمختفين قسرًا.

ووثقت الشبكة، في تقرير لها، “ما لا يقل عن 106 آلاف و727 معتقلاً منذ مارس 2011 وحتى فبراير2017، تحوَّل 90.15% منهم إلى مختفين قسرًا”.

أستانة 7

وفشل مؤتمر “أستانة 7″، الذي اختتم الثلاثاء، في التوصل إلى توافق بين الأطراف المشاركة، لإطلاق سراح المعتقلين وتبادل الأسرى، أو إيصال المساعدات بشكل متواصل للسكان في المناطق المحاصرة، مقررة مواصلة المشاورات حول هذه الملفات.

وانعكس هذا الفشل على البيان الختامي للمؤتمر، والذي تلاه وزير الخارجية الكازخي، خيرت عبد الرحمنوف، حيث دعت الدول الضامنة لمسار أستانة (تركيا، روسيا، وإيران)، إلى ضرورة اتخاذ الأطراف المتصارعة في سوريا، إجرءات لدعم الثقة فيما بينها، بما فيها الإفراج عن المعتقلين والمجتجزين، وتسليم جثث القتلى.

وأوضح البيان أن “الدول الضامنة تعرب عن ترحيبها بالتقدم في تنفيذ مذكرة إنشاء مناطق خفض التوتر في سوريا بتاريخ 4 مايو على مدى الأشهر الماضية، وتؤكد على سيادة الأراضي السورية وتمسكها بسيادة ووحدة الأراضي واستقلالها”.

وأشادت الدول، في البيان، “بانخفاض العنف على الأراضي السورية، واتخاذ كافة الإجراءات لدعم وتحديد نظام وقف إطلاق النار”.

المعارضة السورية

المعارضة السورية المشاركة في “أستانة-7″، من جانبها، استنكرت، الدعوة الروسية لمؤتمر حوار وطني للسوريين، مع استمرار القصف، وعدم الإفراج عن المعتقلين.

كما أبدت دهشتها إزاء المحاولات الروسية القفز فوق القرارات الدولية المتعلقة بالحل السياسي في سوريا.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده وفد المعارضة في العاصمة الكازاخية، في ختام مؤتمر أستانة-7.

وقال المتحدث باسم الوفد يحيى العريضي “من أهم دوافعنا للمشاركة في أستانة، السعي الجاد لإطلاق سراح المعتقلين قسريًا لدى النظام، ويتجاوز عددهم ربع مليون شخص، ولا أحد يعلم عدد من قتلوا تحت التعذيب الوحشي”.

وأضاف “ترقبنا تنفيذ الروس لوعدهم بمناقشة موضوع المعتقلين لدى النظام، بإطلاق سراحهم، والأمر يبقى وعدًا يصطدم بعرقلة إيرانية، وهو ملف أولوية بالنسبة لنا”.

ومضى موضحًا “كنا حريصين أن يكون مسار أستانة رافدًا لمسار جنيف، لا بديل عنه، وننظر اليوم باستغراب لما يتم تناقله حول مؤتمر روسي بهدف القفز فوق قرارات الشرعية الدولية، وعن مسار الحل النهائي المعتمد على بيان جنيف، والقرار الأممي 2254”.

المعارضة، على لسان العريضي، “استنكرت تسميته (مؤتمر الشعوب)، فالسوريون شعب واحد”.

أما المبعوث الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، فقد توعد، المعارضة السورية، بالبقاء خارج العملية السياسية، في حال رفضت أو وضعت شروطاً مسبقة للمشاركة فيما أسمته، “مؤتمر الحوار الوطني”، الذي تعتزم عقده في مدينة سوتشي الروسية الشهر المقبل.

وقال لافرنتييف، عقب انتهاء مؤتمر أستانة٧، إنه “يجب البحث عن مخارج للحل السياسي، عبر المقترج الروسي بعقد مؤتمر الحوار السوري، والذ تم الإعلان عنه بمشاركة الدول الضامنة”.

وأضاف، متحدثاً عن المؤتمر المزمع، “فكرنا كثيراً بمكان انعقاده، فكان هناك مقترح عقده داخل روسيا، وهو أكثر الاقتراحات قبولاً عقده في سوتشي، وسيؤمن جميع المشاركين”.

وأكد أنه “اذا رفضت المعارضة المشاركة في المؤتمر، فهذا يعني رفضها اليد التي مدت لهم من أجل الحل السياسي في البلاد، وسترى نفسها خارج العملية السياسية”.

وكما جرت العادة، اعتلى رئيس وفد النظام بشار الجعفري، المنصة ليوجه الاتهامات إلى دول الجوار بدعمها للإرهاب، متهرباً من الاستحققات المترتبة على النظام.

ورغم الزخم، الذي سبق انطلاق المباحثات، والأمل في تحقيق اختراق بملف المعتقلين والمحاصرين، غير أن المؤتمر خرج من دون التوصل إلى حلول بالملفين الهامين.