غدًا الخميس.. ستكون صنعاء على موعد مع مواجهة مرتقبة بين الحلفاء الأعداء.. ويسود الشارع اليمني حالة من الحذر، عشية هذه المهرجانات التي يتأهب حزب المؤتمر الشعبي العام وجماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، وسط اهتمام غامض من دولة الإمارات بفعالية حزب صالح.

وستكون العاصمة صنعاء، غداً الخميس، مسرحًا لاستعراض قوة من قبل طرفي الحرب الداخلية المتهمان من الحكومة الشرعية بالانقلاب على السلطة.

ففي حين يحتفل حزب المؤتمر الشعبي (جناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح)، بالذكرى 35 لتأسيسه في ميدان السبعين، يحشد الحوثيون أنصارهم في 4 ساحات بمداخل العاصمة صنعاء تحت شعار “مواجهة التصعيد بالتصعيد”.

وشهدت العاصمة، الأربعاء، إجراءات أمنية مشددة، وتدفقًا لأنصار الطرفين إلى ساحات المهرجانات، وسط مخاوف من حدوث أي صدام عسكري، الخميس، بعد توتر غير مسبوق وتراشق بالاتهامات على مستوى القيادات الكبرى.

وأفاد مراسل “الأناضول”، أن وحدات عسكرية من الحرس الجمهوري الموالية لصالح، قامت بتأمين كامل لميدان السبعين الذي سيحتضن فعالية حزب المؤتمر، وعدد من الأحياء السكنية المحيطة به، فيما انتشرت دوريات من اللجان الشعبية، الجناح المسلح للحوثيين، بباقي الأحياء.

وفي ميدان السبعين ومحيطه، نشر ناشطون من حزب صالح، صوراً للميدان وهو مكتظ بآلاف الأنصار الذين قدموا من محافظات مختلفة، كما ظهرت كلاب بوليسية تجوب الساحة برفقة أفراد حراسة ينتمون، على الأرجح، لوحدة مكافحة الإرهاب التي كان نجل شقيق صالح يشرف عليها.

وشهدت شوارع العاصمة، مساء الأربعاء، أجواءً احتفالية للطرفين، وفي جميع الدوارات بالشوارع الرئيسية وضع حزب المؤتمر دورية عليها مكبرات صوت تصدح بالأغاني الوطنية وصور الرئيس السابق، وفي الضفة المقابلة، كانت دورية حوثية عليها صور عبدالملك الحوثي، زعيم الحوثيين، ومكبرات صوت، في مشهد يكشف حجم الانقسام الحاصل.

وانخفضت حدة التوتر بشكل نسبي بين طرفي الأزمة، اليوم، بعد يومين من التصعيد والارتباك الكبير، الذي توّج بكمية هائلة من البيانات والخطابات، كان لصالح 3 كلمات منها، فيما وجه زعيم الحوثيين خطاباً وبياناً سياسياً، خلافاً للبيانات الصادرة من قيادات الصف الثاني في جماعته.

واكتفت قيادات الطرفين بالدعوة للتهدئة والحرص على المصلحة العامة، ففي حين دعا صالح أنصاره إلى “عدم الإنجرار للمهاترات”، موجهاً عتاباً للحوثيين على البيانات الصادرة منهم ضده، ليل الثلاثاء، وطالبهم بعدم صب الزيت على النار، دعا زعيم الحوثيين مكون أنصاره وحزب المؤتمر إلى التعاطي بمسؤولية في يوم الغد و”الحذر من مساعي الأعداء لشق الصف الوطني وإثارة الفتن الداخلية وعدم السماح نهائياً لأي عميل أو عابث بإثارة أي فتنة والتعاون التام مع الأجهزة الأمنية”.

وفي رسالة تهدف إلى إذابة الجليد، قام القيادي الحوثي، ورئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى “صالح الصماد”، بزيارة إلى ساحة السبعين التي ستحتضن مهرجان حزب المؤتمر، كما تفقد ساحات الاعتصام الخاصة بجماعته في مداخل العاصمة.

وكذلك تفقد، قائد قوات الأمن المركزي الموالية للحوثي وصالح، نقاط الحزام الأمني لصنعاء، والتي تعرضت، مساء أمس، لغارات من قبل التحالف العربي ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم.

ووفقا لوكالة سبأ الحوثية، فقد وجه المسؤول الأمني، بـ” اتخاذ الإجراءات اللازمة والتدابير للمهرجانات”، لافتاً إلى أن قصف الحواجز الامنية ” يكشف مخططات العدوان ( التحالف العربي بقيادة السعودية)، في تسهيل مرور عناصره”.
وفي حين تسود مخاوف من حدوث صدامات غداً في مداخل العاصمة بين أنصار الطرفين، أو اختراق أمني داخل المهرجانات، يرى مراقبون، أن ذلك لن يحدث وخصوصاً في الوقت الحالي أو المستقبل القريب.

واستبعد المحلل السياسي اليمني “عبدالناصر المودع”، أن يحدث صدام عسكري بين الحوثيين وحزب صالح غداً، لافتاً إلى أنه من المستبعد أن ينفض تحالفهما غداً، لأن “الظروف التي ولدت التحالف، وهو العدو المشترك، لا زالت قائمة”.

وقال المودع، في حديث للأناضول، “لن يحدث صدام، خاصة وأن صالح غير راغب وغير قادر على المواجهة العسكرية مع الحوثيين الذين هم في وضع عسكري أفضل منه ولديهم الاستعداد للمبادرة بالعمل العسكري وتحمل تبعاته”.

وتوقع المودع “تراجع” حدة الأزمة بين الحليفين بعد انتهاء فعاليات الغد، لأن من مصلحتهما التهدئة – على الأقل – في الوقت الحالي والمستقبل القريب.
وفيما التزمت الحكومة الشرعية والمملكة العربية السعودية، التي تتزعم التحالف العربي، الصمت حيال الصراع الدائر بين الحوثيين وحزب صالح، كان الاهتمام الصادر من دولة الإمارات لافتاً، وهو ما أثار ريبة الحوثيين بشكل أكبر لمخاوفهم التي تتحدث عن تنسيقها مع الرئيس السابق.

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، إن “المؤتمر الشعبي العام أمام اختبار تاريخي غداً في ميدان السبعين بصنعاء، ليكون قراره بالتراجع عن التمرد، ليكن قراره لمستقبل اليمن”.

وجاءت تصريحات الوزير الإماراتي، بعد يوم من تصريحات مماثلة، اعتبر فيها، خطاب صالح الذي هاجم فيه الحوثيين بشدة “أنه قد يمثل فرصة لكسر الجمود السياسي الذي كرسه تعنت الحوثي”، في تأييد ضمني لتحركات الرئيس السابق.