إستراتيجية ترامب،أفغانستان،باكستان،
إستراتيجية ترامب،أفغانستان،باكستان،

أمس الإثنين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تغييرات جديدة في السياسات التي تنتهجها الولايات المتحدة بكل من أفغانستان وباكستان والهند، والتى عرفت بـ استراتيحية ترامب وذلك بعد أن خسر قوته كقائد أكبر دول العالم بسبب فرض العقوبات على روسيا وكوريا الشمالية وعلاقاته المتوترة بمعظم الدول بسبب مواقفة وآرائه العنصرية.

ومن المعهود سياسيا أنه كلما دعا رئيس أمريكي الهند إلى زيادة حضورها في افغانستان (مثلما فعل ترامب الاثنين) فإنه يدق ناقوس الخطر في باكستان.

 

فقدان زعامة

الباحث السياسي صفوت بركات علق على الأمر قائلا، ترامب بعد خسارته ملف روسيا وايران وكوريا تشريعيا بعد قانون العقوبات يخسر سلطاته كقائد أعلى للقوات المسلحة الأمريكية ويفوض القرار للعسكريين صاغرا ويحاول حفظ ماء وجهه بدور الوسيط فى التمويل وتدبير الموارد ولا أدرى هل بقى لترامب من سلطات أم أصبح كبطة عرجاء فى أقل من عام.

تفصح الاستراتيجية الأميركية الجديدة حيال أفغانستان وباكستان التي كشف عنها ترامب عن قليل من التفاصيل وتستعيد في خطوطها العريضة السياسات السابقة، وفق ما يرى محللون.

فتح ترامب الباب أمام ارسال جنود أميركيين إضافيين إلى أفغانستان مع تبني خط متشدد حيال باكستان المجاورة المتهمة بتوفير موئل للمتسببين “بالفوضى”، وتحدث عن احتمال قيام حوار بين كابول وطالبان.

 

آراء

المختص في شؤون الدفاع الأفغانية فدا محمد يقول إن خطاب ترامب كشف عن “خطة طوارىء (أكثر من) “استراتيجية طويلة المدى (…) إن الأمر لا يتعدى خطة مؤقتة لاحتواء الحرب والتقدم الذي أحرزته طالبان”.

وعن رد طالبان، قال أنه لن يكون جيدا. طالبان سترد وفق المراقبين بالعنف المتوقع ومن موقع قوة نسبيا. وكان رد فعلها الأول هو أنها توعدت “بمواصلة الجهاد” ضد القوات الأميركية.

ويقول جويد أحمد الباحث حول جنوب آسيا في مجلس الأطلسي وفي كلية “وست بوينت” العسكرية إن “طالبان والحركات المتمردة الأخرى سترد على الارجح بإعلان موجة جديدة من العنف في عموم البلاد”.

ويضيف “قد يسعون إلى توجيه رسالة عبر شن هجوم ضخم في مركز مدني بهدف بث الرعب”.

ويوافقه غارث براتن البروفسور في الجامعة الاسترالية الوطنية الراي بقوله إنه يتوقع أن تسعى طالبان لتأكيد سيطرتها الميدانية بشن هجمات جديدة.

– ما سيكون تأثير الاستراتيجية الجديدة ميدانيا؟أقر ترامب بأنه تراجع عن الانسحاب السريع لتفادي ترك فراغ “يستفيد منه “الارهابيون”.

ولكن البروفسور جيمس در ديريان يقول إنه “لا يمكن سد الفراغ إلا بإرسال 300 ألف جندي. هذه هي الحقيقة المرة في أفغانستان والعراق، وبؤر التمرد بشكل عام. لقد ثبت ذلك منذ حرب فيتنام”.

ويضيف “سنشهد مقتل أعداد كبيرة من المدنيين من أجل تنفيذ هذه السياسة”.

ويلاحظ ديريان من جهة ثانية أن عدم تحديد عدد الجنود الإضافيين يمكن تفسيره على أنه “خيار استراتيجي” مثلما قال ترامب، وكذلك دلالة على خلافات بين المخططين الاستراتيجيين الأميركيين

وتعليقا على تأكيد مسؤول أميركي كبير أن ترامب أعطى الضوء الأخضر لنشر 3900 جندي إضافي كحد أقصى، يقول در ديريان إن المتمردين “يمكنهم مواجهة أربعة آلاف جندي إضافي. لقد صمد طالبان في مواجهة أعداد أكبر”.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة كابول أحمد سعدي إن “الحرب تزداد ضراوة، حركة طالبان تهدد ولايات جديدة كل يوم”.

ويضيف إن “باكستان وروسيا وإيران اكثر اعتراضا على سياسة الولايات المتحدة في أفغانستان”. وعدا عن إرسال جنود إضافيين، من المهم الضغط على “كل الفاعلين سياسيا واقتصاديا، وحث الحكومة الأفغانية على بذل المزيد في مكافحة الفساد وإصلاح القوات المسلحة”.

ترحيب هندي

رحبت الهند، اليوم الثلاثاء، بسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة تجاه أفغانستان، واصفةً إياها بأنها “خطوة هامة باتجاه اجتثاث الإرهاب في جنوب آسيا”.

وقالت وزارة الشؤون الخارجية الهندية في بيان “إننا نرحب بتصميم الرئيس ترامب على تعزيز الجهود الرامية لمواجهة التحديات في أفغانستان، بما في ذلك القضاء على معاقل الإرهابيين الآمنة، وحماية حدود البلاد”.

ولم تنجح سنين من الضغوط الأميركية في تغيير سياسة باكستان ويقول الخبراء أن الكلام اللاذع الذي وجهه ترامب الحديث العهد بالسياسة سيذهب أدراج الرياح على الأرجح.

ويقول مايكل كوغلمان من مركز ولسون الأميركي إن “عدوة باكستان هي الهند وهي تعد الهند تهديدا وجوديا لها وتعتقد بأن طالبان وشبكة حقاني تساعدان في التصدي لنفوذ الهند في افغانستان”.

ويضيف “مهما وجهت واشنطن من تهديدات وفرضت من عقوبات على باكستان فإنها لن تغير هذه المصالح الاستراتيجية الراسخة”.