خيمت المخاوف المتصاعدة من حل حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية بعد إحالة النائب العام لملف الحزب الي المحكمة الإدارية العليا تمهيدا لحلة لمخالفة قرار تأسيسه عالي الذكري الثالثة لوفاة الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شوري الجماعة الإسلامية السابق وأبرز رموزها داخل محبسه بسجن العقرب بعد منع إدارة السجن تقديم الرعاية الصحية لدربالة الذي عاني قبل ساعات من وفاته من ارتفاع حد في ضغط الدم والسكري .
وجاءت أحياء الجماعة لذكري دربالة خافتا وباهتا وبشكل لا يليق برمز من رموز الجماعة الإسلامية وأبرز منظريها والذين يعتبره الكثيرون من أبناء الجماعة مؤسسها الأهم وصاحب الباع الطويل فقي استحقاقاتها الرئيسية سواء في مواجهة عصف حكم مبارك بالجماعة ومحاولة استئصالها أو في مرحلة المراجعات الفكرية ومبادرات وقف العنف التي شارك فيها دربالة بقوة رغم تحفظه الشديدة علي محاولات أجهزة الأمن إضعاف الجماعة الإسلامية والقضاء علي دورها .
ورغم اقتصار مظاهر الاحتفال بالذكري الثالثة لوفاة دربالة علي قيام مواقع الجماعة وحزبها علي الشبكة الاليكترونية بنشر دراسات شرعية وفكرية مختلفة وثرية لرئيس مجلس شوري الجماعة الراحل فإن هناك حالة غضب داخل الجماعة أو من مقربين منها من عدم إقامة فعاليات تليق بشخصية من وزن دربالة حيث كان يتطلب الأمر إقامة ندوات وفعاليات ثقافية تركز علي تراثه الفكري وإنتاجه الشرعي بوصفه من ابرز رموز الحركة الإسلامية خلال العقود الأربعة الماضية
القصور في الاحتفال بالذكري الثالثة لوفاة دربالة قابله اهتمام كبير من أبناء وقادة الجماعة الإسلامية ومحبي دربالة في الداخل والخارج علي شبكة التواصل الاجتماعي تمثلت في اطلاق صفحة علي شبكة التواصل الاجتماعي “فيس بوك “باسم الراحل تضمنت التركيز علي مواقف درباله وإنتاجه الفكري والعقدي وبل نشر صور فوتوغرافية لدر بالة في مرحلة الطفولة ابرزها صورة جمعته بشقيقه الأكبر المستشار ناجي دربالة نائب رئيس محكمة النقض المعزول وشقيقه الأصغر الدكتور علاء دربالة ناهيك عن إطلاق بوستات تحيي ذكري وفاة دربالة
من جانبه رأي المستشار محمد ناجي دربالة نائب رئيس محكمة النقض الشقيق الأكبر لرئيس مجلس شوري الجماعة الراحل أنه كان يتمني ان تكون فعاليات الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية لائقا برجل بوزن دربالة دفع حياته سواء بوجوده خلف الأسوار او عبر وفاته داخل سجن العقرب ثمنا لرفعة وإعلاء كلمة الدين فضلا عن تعزيز صورة الجماعة الإسلامية وحزبها أمام الرأي العام ووفائه للمبادئ التي أطلقت من اجلها الجماعة.
وعزا دربالة الاحتفال الباهت بذكري وفاة رئيس مجلس الجماعة الإسلامية الراحل إلي انشغال الجماعة وحزبها بمسألة دعوي حل الحزب ووجود نوع من التربص الرسمي بالحزب لاسيما ان الأجواء التي استدعي فيها المستشار عادل الشوربجي رئيس لجنة شئون الأحزاب السابق لإحالة أوراق الحزب للإدارية العليا قد جاءت بشكل فجائي وقبل إجازة العيد بيوم واحد لضمان تمرير قرار رسمي ولقطع الطريق علي غموض الموقف حالة وصول المستشار انس عمارة لرئاسة لجنة الأحزاب بعد تقاعد الشوربجي الذي كان مقررا في 30يونيه الماضي.
ورغم عدم إقامة الجماعة وحزبها فعالية مناسبة بذكري وفاة دربالة إلا أن الأخير يبدو حاضرا بقوة في جميع الملفات الخاصة بالجماعة وحزبها علي رأسها مساعي أجهزة الدولة لحل البناء والتنمية حيث سيركز الحزب خلال دفوعه لدحض الاتهامات الحكومية علي دراسات أعدها دربالة وحملة اطلقثها الراحل بعنوان “لا للتكفير ولا للتفجير ” مواقفه القوية ومؤلفاته الرافضة لأعمال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش .
وستركز الجماعة وحزيها في الدفوع المقدمة لدحض الاتهامات الرسمية والمطالبات بحل الحزب علي فيديوهات مصورة لدربالة وفعاليات ومؤتمرات شارك فيها أدان خلالها العنف بكافة أشكاله سواء من جانب الجماعات او عنف الدولة ورفضه لقتل المتظاهرين وضباط وجنود الشرطة والجيش بوصفها دماء معصومة ناهيك عن دور دربالة عبر المبادرات التي اطلقتها الجماعة وحزبها لتحقيق المصالحة الوطنية .
ويستند البناء والتنمية كذلك علي الحكم التاريخي للمحكمة الادارية العليا بتأسيسه خلال حكم المجلس العسكري لمصر والتركيز علي حيثيات الحكم التي رفضت فيها المحكمة مزاعم لجنة شئون الأحزاب بقيام الحزب علي أساس ديني وتأكيده علي ان سعي الجماعة لتطبيق شرع الله واعلام كلمة الدين توافق الدستور والمادة الثانية التي تعتبر الشريعة الإسلامية المصدر الرئيس للتشريع .
وسيضمن الحزب دفوعه جميع حيثيات الحكم الذي اصدره المستشار مجدي العجاتي نائب رئيس مجلس الدولة الأسبق بشكل حرفي خصوصا ان هذا الحكم يشكل ردا مباشرا علي جميع الاتهامات الموجهة من لجنة الأحزاب والتي تم بموجبها أقامة دعوي حل منها انه لا يمكن تصور اعتبار السعي لتهيئة المجتمع لتطبيق الشريعة سببًا يستوجب منع تأسيس الحزب.
سيحاول الحزب تعزيز موقفه برفض المحكمة الإدارية العليا اعتبار قرار لجنة الاحزاب حينذاك برفض تأسيسه مخالفا لأحكام المحكمة الدستورية الخاصة بتفسير مبادئ الشريعة الواردة في في الدستور باعتبارها جملة من الأحكام الشرعية القطعية، فهذا يعني أن ما ورَد في برنامج الحزب بشأن السعي لتهيئة المجتمع لتطبيع الشريعة بما فيها الحدود يتوافق مع التفسير، بما يعني أنه لا يمكن الاعتراض على تأسيس الحزب لهذا السبب.
من جهته كشف الشيخ عبود الزمر عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية ان حزب البناء والتنمية بصدد تقديم ملفات شاملة ودفوع وافية تدحض الاتهامات الموجهة له بمخالفة شروط تأسيسه تمهيدا لتسليمها لهيئة المفوضين بالمحكمة الإدارية في التاسع عشر من أغسطس الحالي استعدادا لنظر الادراية العليا للقضية في الأسبوع الثالث من أكتوبر القادم مشمولة بوثائق وفيديوهات مصورة وفعاليات عامة تنفي اي اتهامات للحزب بتبني مواقف معادية لمصالح الدولة العليا
ونبه الزمر الي أن دفع الحزب ستتضمن تأكيدات بأن من قدموا بلاغات للجنة الأحزاب ليس لهم علاقة بالحزب فهو أما مفصولون منه أو لم ينتسبوا إليه يوما أو نسبوا اتهامات للحزب عبر تصريحات أدلي بها أناس لا يرتبطون بالحزب جملة واو تفصيلا وجري توظيف تصريحات للإساءة للحزب مبديا ثقته في تجاوز الحزب لهذه الأزمة والخروج منها بأقل الخسائر .
وحول تداعيات دعوات حل الحزب علي ذكري وفاة الشيخ عصام دربالة قال الزمر أن دربالة كان عمود الخيمة داخل الجماعة الإسلامية والبناء والتنمية وخسارتنا فيه لن تعوض والفراغ الذي تركه يصعب أن يملأه أحد رغم جهود القيادة الحالية لنقل الجماعة وحزبها نقلة نوعية واستمرار ها علي نفس النهج والمبادئ التي ضحي دربالة من أجل صيانته .
شددا علي ان فريقا من الحزب يري في إقامة احتفالات بذكري دربالة نوعا من الحرج الشرعي مكتفين بنشر تراث دربالة ونعيه واستلهام العبر من مواقفه مقرا في الوقت نفسه بوجود حالة من التركيز الشديدة داخل الجماعة والحزب علي دعوي الحل ووجود نوع من التذمر الرسمي المحدود من بعض مواقف الحزب .
وأشار الزمر إلي غياب دربالة شكل خسارة فادحة لأسرته والجماعة والحزب والدولة حيث كان رمزا للاعتدال وكان يضع مصلحة الوطن في مقدمة أولوياته بشكل يؤكد أن ما جري معه والإهمال الطبي بحقه شكل خطأ فادحا يدفع الوطن ثمنها حاليا من غياب شخصية بوزن دربالة .