كوريا الشمالية،بيونج يانج،ترامب،قاعدة أمريكية،الغضب،النار،الترسانة النووية
كوريا الشمالية،بيونج يانج،ترامب،قاعدة أمريكية،الغضب،النار،الترسانة النووية

دخلت الأزمة بين كلا من كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية مرحلة التهديد المباشر بين الجانبين وذلك بعد العقوبات التى فرضتها الأخيرة على بيونج يانج مستخدما كل طرف قوته على نسف الأخر بينما يظهر جليا عدم ترحيب الولايات المتحدة بالتصعيد حفاظا على مكانتها وتجنبا للضرر الذي سيلحق بالجارة الجنوبية حال استخدام أي الطرفين صواريخ نووية.

اليوم ناقشت افتتاحية صحيفة التايمز التهديد الذي وجهه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لكوريا الشمالية وتهديد الأخيرة باستهداف قاعدة “غوام” الأمريكية في المحيط الهادي.

ترى الصحيفة أن تهديد ترامب لبيونج يانج بضربة عسكرية، في حال نفذ، سيحمل مخاطر كبيرة للمنطقة.

من جهة، ستكون تكلفته عالية لكوريا الجنوبية في الجوار. ومن جهة ثانية سيتسبب بالعداء للولايات المتحدة في المنطقة.

وترى الافتتاحية أن الولايات المتحدة لا تملك خيارات سهلة، وأن أحد أفضلها هو تدخل الصين لإقناع كوريا الشمالية أن من صالحها إيقاف برنامجها النووي.

كوريا لا تمثل تهديد 

وزير الخارجية الأمريكي ريكس تليرسون قال إن كوريا الشمالية لا تمثل خطرا وشيكا، على الرغم من تصريح بيونغيانغ بأنها تبحث شن هجمات على جزيرة غوام الأمريكية في المحيط الهادي.

ودافع تيلرسون، الذي سافر إلى غوام، عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدد كوريا الشمالية بـ “النار والغضب”.

وتفاخر ترامب بترسانة الولايات المتحدة النووية على تويتر.

وفي تغريدات على تويتر أرسلها من نيوجيرسي، حيث يمضي عطلته، قال ترامب إن الترسانة النووية الأمريكية “أقوى من أي وقت مضى”، ولكن أضاف أنه يأمل “في ألا نستخدم هذه القوة قط”.

وجاءت التغريدات بعد لهجة تصعيدية بين الجانبين، وكان محور اللهجة المتشددة بين الجانبين جزيرة غوام، وهي مقر قواعد عسكرية أمريكية ويبلغ تعداد سكانها نحو 163 ألف شخص.

وقال تيلرسون، الذي توقف في غوام لتزويد طائرته بالوقود بعد رحلة إلى جنوب شرق آسيا، أنه يأمل أن تؤدي “حملة الضغوط” الدولية، التي تشارك فيها روسيا والصين، إلى حوار جديد مع بيونغيانغ “عن مستقبل جديد”.

ودافع تيلرسون عن لهجة ترامب السابقة، قائلا إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لا يفهم اللغة الدبلوماسية، وأن الأمر تطلب لغة قوية حتى يفهم.

وأضاف أن الموقف لم يتغير بصورة كبيرة في الأيام القليلة الماضية، وأنه يمكن للأمريكيين “أن ينعموا بنوم هادئ”.

وكانت وكالة الأنباء الكورية الرسمية قالت، في بيان عسكري نقلته يوم الثلاثاء، إن بيونيانج تدرس خطة لإطلاق صواريخ من متوسطة إلى بعيدة المدى صوب غوام، حيث تنشر واشنطن قاذفات قنابل إستراتيجية.

 

ترامب يغرد وحيدا

وانتهجت روسيا والصين سابقا وسائل مختلفة عن الآخرين في التعامل مع بيونغيانغ. غير أنه في الأشهر الأخيرة، انضمتا لدعوات حثت كوريا الشمالية على إيقاف الاختبارات الصاروخية، في الوقت الذي حثتا فيه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على إيقاف مناوراتهما العسكرية وسحب الأنظمة المضادة للصواريخ في الجنوب.

وأقرت الأمم المتحدة مؤخرا مزيدا من العقوبات الاقتصادية على كوريا الشمالية، وصفتها الأخيرة بأنها “انتهاك عنيف لسيادتنا”، محذرة الولايات المتحدة من أنها “ستدفع ثمنها”.

وفي رسالة إلى الجماهير، قال حاكم غوام، إيدي بازا غالفو، إنه لا يوجد “أي تهديد” للجزيرة ولأرخبيل مارياناس، لكن غوام “مستعدة لأي طارئ”.

وأطلقت بيونجيانج، التي اختبرت أجهزة نووية خمس مرات، صاروخين باليستيين عابرين للقارات في يوليو ، وقالت إنها تمتلك الآن القدرة على ضرب قلب الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي يوم الثلاثاء، ذكرت تقارير إعلامية أمريكية أن كوريا الشمالية حققت هدفها بإنتاج رأس نووي صغير بما يكفي لتحميله داخل صواريخها.

وعلى الرغم من عدم تأكيد الأمر، إلا أنه يُنظر إليه باعتباره آخر العقبات أمام كوريا لتصبح دولة مسلحة بأسلحة نوورية كاملة.

واتسم رد بيونجيانج بالحدة بعد العقوبات الجديدة التي أعلنتها الأمم المتحدة يوم السبت، في محاولة للضغط على كوريا الشمالية لإيقاف طموحاتها النووية.

وتهدف العقوبات إلى الحد من إيرادات صادرات كوريا الشمالية، التي تبيعها من خلال طرف ثالث.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية إن بيونجيانج ستنتقم وستجعل “الولايات المتحدة تدفع الثمن” لصياغتها العقوبات الجديدة.

وفي وقت سابق يوم الأربعاء، قالت وزارة الخارجية البريطانية إنها “ستواصل العمل مع الولايات المتحدة وشركائنا الدوليين لمواصلة الضغط على كوريا الشمالية.”

وقال متحدث باسم الوزارة: “لقد دأبنا بشكل واضح على إدانة سلوك كوريا الشمالية الذي يقوض دعائم الاستقرار وغير القانوني، من خلال دعم قرارات مجلس الأمن على سبيل المثال، لإقرار عقوبات من شأنها الحد من قدرة كوريا الشمالية على مواصلة برنامجها للأسلحة النووية”.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن ألمانيا تراقب الوضع “ببالغ القلق” وتدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس.